بوابة المعرفة للجميع ..... ثانوية عامة وأزهرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هل بلاء المسلمين سببه اليهود؟

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

هل بلاء المسلمين سببه اليهود؟ Empty هل بلاء المسلمين سببه اليهود؟

مُساهمة  عدلى الثلاثاء 25 مارس - 5:52

أسمع الكثير ممن يرددون بشكل ببغاوى اليهود و اليهودية ؛ مما جعلنى أطرح على نفسى السؤال التالى : هل بلاء المسلمين سببه اليهود ؟
أنا لا أوافق على ذلك و إذا جاز لى التشبيه أقول: إن اليهود مثل إبليس ، أمة شريرة بعقيدتها ، شريرة بأخلاقها ، شريرة بمجتمعها ، شريرة بتفكيرها ، شريرة بمكرها .... و لكن هل هذا السبب فيما نحن فيه ؟ هل كون اليهودى شريراً يستلزم أن يكون المسلم أو غير المسلم غارقاً فى البلاهة و السفاهة و الحماقة و الجهل ؟
هل كون اليهودى شريراً يقضى علينا ، نحن المسلمين ، أن نكون أغبياء ننقاد إلى حتفنا كما يُقَاد الثور إلى الذبح ؟
إننا لا نستطيع أن نطلب من اليهودى أن يكون غير يهودى كما أننا لا نستطيع أن نطلب من الذئب أن يكون حملاً و من الضبع أن تكون غزالاً و لا أن نلوم الحية لأنها تلدغ أو العقرب لأنها تلسع بل علينا أن نعرف طبيعة الأشياء و المخلوقات و نتجنب الخبيث منها.
هل كون اليهود أشراراً يمنعنا من أن نتكتل لنحمى أنفسنا من شرورهم ؟ هل كون اليهود أشراراً يحول بيننا و بين أنفسنا أن نكون شعباً متماسكاً أو أمة متراصة ؟
هل كون اليهود أشراراً يقضى علينا أن نكون عمياً فلا نرى الأمور على وجهها ؟ هل كون اليهود أشراراً يحتم علينا أن نصم آذاننا عن قول الحق ؟ هل كون اليهود أشراراً يعيقنا عن أن نكون منظمين أو يمنعنا من النهوض ؟ إنى لا أعتقد هذا قط ، و لا أُسَلِّم بأن بضعة ملايين من الأشرار يستطيعون أن يؤثروا فى توجيه مئات الملايين إذا كانوا صالحين ، اللهم إلا أن تكون هذه الملايين لا تصلح إلا للخضوع و الخنوع و هذا ليس بشأن المسلم.
إن تبيان حقائق اليهود لا يعنى المسلم أكثر من معرفته بأن الذئب شرس و الأسد مفترس و العقرب حشرة سامة و كما أن هذه المخلوقات لا تضر إلا من لم يحترس منها فإن اليهودية لا تضرنا أيضاً لو كنا مسلمين حقاً ، فجذور بلائنا فى أنفسنا و فى أعمالنا و فى تفكيرنا.
إن جذور بلائنا كامنة فى إهمالنا أمور ديننا ، فى جهلنا ، فى غباوتنا ، فى عدم تنظيمنا ، فى اتكاليتنا الكاذبة ، فى حماقاتنا ، فى غرورنا .....
لقد وضع اليهود لأنفسهم برنامج عمل للنهوض يرجع تاريخه إلى مئات السنين إذا لم أقل آلاف السنين و أخذوا يحققونه خطوة بعد خطوة حتى خلقوا من هذا الشعب الحقير الذليل المجرم ما يرهب العالم ، فماذا فعلنا نحن ؟ قد يقول الحمقى : أن اليهود يسيطرون على صحافة العالم و وكالات أنباء العالم و دور نشر العالم و مصارف العالم و وسائل الدعاية العالمية الخ الخ و لذا فإنهم يستطيعون أم يقرروا و أن ينفذوا.
و أنا أقول : قد يكون كل هذا صحيحاً أو أكثره صحيحاً ، و لكن لماذا أنتم ، أيها المسلمون ، لا تكونوا المسيطرون على كل هذا و على اكثر منه ؟ هل ينقصكم المال و أنتم أغنى أهل الأرض ؟ هل ينقصكم العدد و أنتم تملأون الكون ؟ هل تنقصكم الخبرة و فيكم كثير من العلماء المرموقين الذين تستعين بخبراتهم منظمات الأمم المتحدة ؟ هل ينقصكم الدليل و عندكم كتاب الله الذى رفع آباؤكم الأولين بما يشبه الإعجاز ؟ فهل يُلام اليهودى على تأخر المسلمين أم يُلام المسلمون أنفسهم الذين لم يعودوا مسلمين إلا اسماً ؟
أرنى ، يا أخى ، هرتزلا فى المسلمين المتأخرين و إذا وجد أرنى نجاح رسالته ؟ أرنى وزيراً مثل موشى ديان يحرز هذا النصر العظيم ثم يظل جندياً يأتمر بأوامر حكومته ؟ أرنى زعيماً مثل بن غوريون يترك الوزارة لكى يذهب إلى الكيبوتز ليعيش مثل أى فرد من أفراد الشعب. هؤلاء الناس الذين اقتدوا بأعمال الصحابة هم الذين غلبونا و ليسوا يهود التوراة و التلمود.
إن المسلمين لم يتأخروا لأن اليهود أشرار ، فالسليم لا تضره معاشرة السقيم إذا احترز من المرض ، بل تأخروا لأنهم نبذوا تعاليم دينهم. أرنى زعيماً صادقاً فى المسلمين يشبه السلف الصالح أو جندياً يشبه ابن الوليد أو حاكماً يشبه عمراً أو عمر ابن عبد العزيز أو قاضياً يشبه علياً. لقد تأخرنا حين انقلبنا على أعقابنا
فالزعيم عندنا يطلب الزعامة لينال بها جاهاً ، و الجندى لا يكاد يبلغ رتبة ملازم حتى يفكر بالإنقلاب و الحاكم وإن شئت فسمه وزيراً لا يترك كرسى الوزارة بعد شهور من جلوسه عليه إلا و يكون قبر الفقر و بنى القصر ثم أخذ يوزع ألقاب الوطنية و الإخلاص على الناس.
إن مفكرينا يموتون و هم أحياء و إذا لم يقتلهم العدو تبرعنا نحن و تطوعنا لقتلهم و إذا ساعد أحدهم الحظ و دون أفكاره فى أوراق مات و ماتت أوراقه معه إذ لا يطالعها أحد ، و نحن نسير وراء دجالين كذابين مرائين يعيشون على أشلائنا و نحن نرفع لهم المنائر و نعقد على طاعتهم الخناصر.
إننا فى حالة لا تسر صديقاً و نحن أموات غير أحياء ، فإذا لم نبعث بعثاً جديداً و نخلق خلقاً قويماً فلن تقوم لنا قائمة و لا يكون هذا ذنب اليهود بل هو ذنبنا. إننا لا نستطيع أن نطلب من عدونا أن يكون لنا صديقاً بل علينا أن نطلب صداقة أنفسنا قبل صداقة أعدائنا فنحن أعداء أنفسنا.
إننا فى بحاجة إلى النهوض فى نطاق برنامج مدروس و بحاجة أن نتعلم معنى الفداء الحقيقى : بالمال ، بالروح ، بالمسرات ، بالملذات ، بالكماليات ...... إننا بحاجة أن نتعلم الكرم فى الإنفاق سواء أكنا أغنياء أم فقراء ، و يجب على أغنيائنا أن يتعلموا متى يجب أن ينفقوا و متى يجب أن يمسكوا ، ليس الكرم و السخاء بالإنفاق على موائد القمار أو الخمر أو حفلات المجون و الخلاعة و الفحشاء بل الكرم كما يفعل روتشلد حينما يعطى الملايين لبناء صرح أمته.
إننا إذا بلغنا هذه المرحلة من الوعى و الأخلاق لا يقف فى وجهنا اليهود و لا غير اليهود ، فكما أن وجود ابليس لم يمنع وجود الصلحاء من الناس فكذلك وجود اليهود لا ينافى نهضة المسلمين.
إن الذى أراه أن ينصرف المسلمين إلى بيان عورات المسلمين أنفسهم قبل أن يشتغلوا بذكر مثالب أعدائهم ، و يجب أن يتعلم المسلمون أن يتحملوا مسئولية أخطائهم و تقاعسهم و تقصيرهم و لا يحملونها على غيرهم.
منقول

عدلى
مشرف اداري سوبر
مشرف اداري سوبر

المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل بلاء المسلمين سببه اليهود؟ Empty رد: هل بلاء المسلمين سببه اليهود؟

مُساهمة  جابر شكري الجمعة 26 ديسمبر - 19:07

شكرا أخي عدلي على مجهودك الجبار .
بارك الله فيك
جابر شكري
جابر شكري
Admin

المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 05/01/2008
العمر : 68

https://thanawia.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى